قراءة للموسم الثالث لمسلسل Barry
- Dehmi’s Blog
- Jun 13, 2022
- 5 min read
بقلم: Dehmi_Garvey

ببداية المسلسل بدأت بوصفه بالممتاز ثم بعد موسمه الثاني تغيرت نظرتي لهذا المسلسل لما قدم من امكانيات و بدأت بوصفه بالعظيم و لكن بعد موسمه الثالث هل ابدأ بوصفه بالأسطوري؟
بعد انتظار طويل عاد لنا مسلسل Barry بموسمه الثالث و مثل العادة ، اذكر ان موسمه الثالث هو التحدي الأكبر لأي مسلسل و برأيي استطاع مسلسل Barry تجاوز هذه العقبة بعمل خيالي.
بموسمه الثالث كان باري سوداوياً درامياً و لكن كوميدياً باللحظات المناسبة ، كان مُرعباً بكثير من لحظات الموسم بنظرات بيل او بأحداثه و خلال كل هذه الأحداث وصل بيل هادر لأعلى اداء له منذ بداية المسلسل ، من الواضح انه كسب بعض الوزن ليتقن دور المكتئب و شعر الوجه و نظراته ساعدت على هذا الشي و لم يتوقف بيل بإبهارنا على هذا الجانب فقط بل كان مُذهلاً من خلف الكاميراً ايضاً سواء كتابياً او اخراجياً بجانب اليك ، بكل موسم يزداد جنون كُتاب المسلسل لأنهم يملكوا الحرية المطلقة و هذا ما اعشق مشاهدته.
مباشرةً بعد نهاية بريمر الموسم الثالث يُعطينا المسلسل هدفه خلال هذا الموسم الا و هو المغفرة و نشاهد خلال الرحلة كيف عالج المسلسل هذه النقطة ، الآن ندخل ببعض التفاصيل لشخصياتنا و اين كانت عند بداية هذا الموسم و بعد نهايته ، و يجب ان نبدأ مع باري لأنه اساس هذا المسلسل ، نشاهد خلال بداية هذا الموسم باري بيركمان بمنظر مُختلف و معالم الاكتئاب تعلو على وجهه ، نشاهده بالصحراء بأهم مهامه و لكن ما كان غريباً هو انه يأكل و لكن يأكل ليسكت ذلك الصوت المزعج من معدته ، ينفذ مهمته و يستمر بحياته كأن شيئا لم يحصل ، حتى بالرغم من محاولة الضحية التأثير عليه ، كيف تأثر على شبح؟

يعود باري بمنزله بعد تلك المهمة ، هل هو سعيد؟ هل هو حزين؟ هل هناك اي ردة فعل ؟ لا فهو شبح يعيش بين البشر ، قد يبدو من الخارج انه يعيش حياة سعيدة خصوصاً انه يعيش مع من يحب و لكن للاسف وقع اختياره على شخص كل ما يفكر فيه هو نفسه و اقصد هنا سالي ، سالي الآن بأفضل ايام مسيرتها المهنية ، فلديها مسلسل خاص بها و تعيش بقوقعة خاصة و لا تلاحظ ما يعاني منه باري ، تروج سالي لعملها الخاص كأنه يدعم الحركة النسوية و لكن بالواقع كل ما تفكر فيه هو نفسها و خلال هذا الموسم تم اثبات هذه النقطة ، خلال تلك الرحلة نلاحظ صديقتها منذ الموسم الأول بجانبها و لكن تعامل سالي معها اشبه بسكرتيرة عن صديقه ، بالحقيقة شاهدت استغراب من البعض حول شخصية سالي و اسباب تغيرها و لكن بالواقع هي كانت بهذا الشكل منذ الموسم الأول ، كل ما تفكر فيه هو نفسها.
جين و نهاية كل ما يحبه بهذه الحياة ، حبيبته، صفه الدراسي و مسيرته المهنية ، ماذا تبقى له لكي يعيش؟ و يذهب للشرطة ليحاول و لو قليلاً اي يُغلق ذلك الجرح العميق الذي تركته جانيس عن طريق اخبار الشرطة بالفاعل و لكن هنا تتغير المعادلة عن اشتباه الشرطة بفيوكس و ترك باري حُراً طليق و يبدو ان جين لم يتقبل الأمر و يأخذ الأمور على عاتقه لينهي المهمة و هنا نتذكر اننا نشاهد مسلسل باري بمشهد كوميدي كلاسيكي من هذا العمل.

بعد توضيح بداية شخصياتنا الآن لندخل بطريقة معالجة المسلسل لبعض القصص و ترابطها ، خلال اوج عطاء سالي و مسلسلها الخاص من بطولتها و كتابتها يحاول باري ان يحصل على معروف ليساعد جين ليبعده عن ظهره فهو اشبه باللقمة السائغة لدى باري لا يستطيع التخلص منه اولاً لأنه يريد الابتعاد و ثانياً لأنه يعلم انه مُخطئ بحقه و يحمل له بعض التقدير و المحبة لذلك كيف يتخلص منه؟ فكان قرار باري هو طلب المساعدة ، لكن ما لم يفهمه باري ان سالي لا تهتم فجوابها كان الحياة قصيرة و هنا تغير كل شي بعلاقة باري و سالي ، انفجر باري غضباً على سالي بوسط مكان عملها و بمسلسل صنعته عن العلاقة السامة! و لكن زميلتها تلاحظ هذه النقطة و تخفيها بقلبها لفترة.
خلال نجاح سالي و تأخر باري عن الحفل ، زميلتها تذكر لها النفاق الذي تعيشه سالي بصناعة عمل عن العلاقة السامة و هي تعيش مع شخص بمثل هذه الصفات! و هنا يأتي لنا جواب سالي السريع عن طريق الانفصال مباشرةً مع باري، ذلك المشهد و اقصد تحديداً الذي صرخ فيه باري هو مجرد تذكير ان باري ليس شخص صالح و مشهد الانفصال برأيي عرض لنا تساؤلين هل سالي انفصلت بسبب صورتها العامة و خوفها من امكانية خروج القصة ام فعلاً بسبب تكرارها للنمط؟ الجواب وصل بالنهاية.

بوسط بؤس باري تبدأ حياة جين بالتلون ، حصل على دور عن طريق باري ثم حصل على دور اكبر بغير قصد و يبدأ الثناء ينهال عليه من تلاميذه و ما فعله بباري تحديداً و لكن هل يستطيع قلبه مسامحة باري؟ و الاستمرار بهذه الحياة السعيدة؟ و بالجانب المقابل يستمر فيوكس برحلته للقضاء على باري بأي وسيلة و يتواصل مع اهل ضحايا باري للانتقام منه، تستمر القصص بالتصاعد المثير و الرائع و تنهار صفقة سالي و تدخل بصدمة و جين يدخل عالم النجومية و باري يقدم لنا حلقة كوميدية مُذهلة تذكرنا كثيراً بأحد افضل حلقات المسلسل بموسمه الثاني و تنتهي بصدمة هل انتهت قصة باري؟ تستمر سالي بالصدمة الى درجة انها قبلت وظيفة اقل منها لمجرد ان تكون بعالم الصناعة و جين ببرنامجه الخاص و باري بلا اي حوار يذهب ليقابل ضحاياه برحلة ما بين ارض الاموات و الاحياء تنتهي بطريقة ذكية و لكن لا ننسى ان خلال تلك الفترة ، ظن باري ان الحل للتعايش مع سالي هو ان يكون على حقيقته لكن لا يعلم ان هذا الجانب قد يكون مخيفاً بعض الأوقات و يقدم خدماته لسالي و لكن يحصل المتوقع و يُطرد ، و هنا وصلنا لمفترق الطُرق، بعد تواصل فيوكس مع كل ضحايا باري وجد الشخص المناسب للمهمة الا و هو والد جانيس ، و اتضح انه شخص متمكن بهذه المهام ، يُجبر جين على مقابلته و يستجوبه و بالجانب المقابل نشاهد باري يعود لمنزله مرهقاً بعد ان كان على حافة الموت و يجد سالي بشقته! لماذا؟ يتضح انها فعلاً تريده ان يقتحم منزل و هو امر مضحك خصوصاً بعد ردة فعلها سابقاً و كان امراً غريباً الا ان اصبح مفيدا لها اضافة لذلك انها فعلت بالضبط ما فعله باري لها ببداية الموسم و لكن بألفاظ اسوء بكثير و مع من غير صديقتها التي وقفت معها كل هذه الفترة او اذا كنا نتحدث عن سالي من المفترض اذكر انها سكرتيرتها! ، هنا يأتي باري بحوار رائع يذكرنا انه شخص سيء و يعرف انه ذلك و لكن لا يريد نفس المصير لسالي لأنه بمجرد تذوق احساس هذا العالم لا تستطيع التوقف عن طلب المزيد فهو ادمان و فجأة يبدو ان هناك شخص ينتظر باري للقضاء عليه! نشاهد سالي على بعد لحظات من الموت و لكن من حُسن حظها باري كان يحمل سكيناً، بهذا المشهد تحديداً تتذكر ان تشاهد باري بعد رحلته السوداوية و لكن ما تبغ هذا المشهد من انهيار سالي و مساعدة باري لها يوضح لنا ان باري فعلاً يُحبها، خلال هذا الموسم شاهدنا صديق باري القديم يعمل مع الشرطة كمساعد على قضية و بدأ بتحقيقاته الى ان توصل الى استنتاج مع تأكيد فيوكس ان باري قاتل مستأجر ، و يكشف باري بوسط فعلته بدفن الضحية و ضحية من غير سالي! و لكن هنا يأتي لنا حوار رائع بأن باري حصل على فرصته الأخيرة بهذا العالم و لكن للاسف لم يستغلها لأن بعد هذا المشهد مباشرة يتلقى اتصالاً من والد جانيس و من ثم تأتي الخيانة من جين و يبدو ان الجرح اعمق من ان يُغلق ببعض المال او الشهرة و ابتسامته بلحظة القبض على باري كانت الأولى له بعد غياب طويل و للاسف كانت الفرصة الأخيره لباري و بالجهة المقابلة نشاهد سالي تهرب و تترك باري يتحمل اللوم و هو امر وارد من شخصية مثل سالي.
حقيقة كانت رحلة مُذهلة و موسم مُتكامل و قوي درامياً

Comments